responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 1  صفحه : 74

نتائجها ، ومعرفة المنافع والمضار بغاياتها ، وأمر تشريع وهو ما جاء به الأنبياء من الشرائع لتبليغه للناس ليعملوا به.

فمن أنكر الإله وصفاته بعد أن شهدت بوجوده الآثار المنبثّة في الكون ، أو أنكر نبوة نبىّ بعد أن أقام الدليل على صدقه فقد قطع ما أمر الله به أن يوصل بمقتضى العهد الفطري ، لأنه قطع الصلة بين الدليل والمدلول.

ومن أنكر شيئا مما علم أن الرسول قد جاء به من الأوامر والنواهي ، فقد قطع ما أمر الله به في كتبه أمر تشريع وتكليف ، وهو لا يأمر إلا بما أثبتت التجربة منفعته ، ولا ينهى إلا عما ثبتت مضرته.

ومشركو العرب بتكذيبهم النبىّ صلى الله عليه وسلم نقضوا عهد الفطرة ، وأهل الكتاب نقضوا العهدين معا ، فإن الله بشرهم في الكتب المنزلة على أنبيائهم بالنبي صلى الله عليه وسلم بذكر صفاته ، فحرّفوا وأوّلوا متعمدين كما قال تعالى : (وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ).

(وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) بصدهم عن سبيل الله يبغونها عوجا ، وبالاستهزاء بالحق بعد ما تبين ، وبإهمالهم هداية العقل وهداية الدين ، فوجودهم في الأرض مفسدة لأنفسهم ومفسدة لأهلها.

(أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) لأن إفسادهم لما عمّ العقائد والأخلاق بفقد هداية الفطرة وهداية الدين ، استحقوا الخزي في الدنيا بحرمان السعادة الجسمية والعقلية والخلقية ، والعذاب الأليم في الآخرة ، ومن خسر السعادتين كان في خسران مبين.

(كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٨) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ

نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست